السلفيين في مصر لن يتحدثوا عن ما يحدث في السعودية خوفًا على الامدادات التي يتلقونها في الخفاء والعلن
كتب/ فادي محمد
السلفيين في مصر لن يتحدثوا عن ما يحدث في السعودية خوفًا على الامدادات التي يتلقونها في الخفاء والعلن
منذ مطلع العام الحالي، اتخذ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، خطوات جادة لمحاربة الفكر المتطرف الذي حاول السيطرة على المملكة العربية السعودية، من بينها أنه أعلن محاربة الفكر الوهابي السلفي، وذلك خلال خطة موضوعة تحدث عنها في حواره المنشور في إبريل الماضي، لإحدى الصحف الأمريكية.
لم يكن هذا فقط، ولكن تزامن مع كل ذلك انفتاح تعيشه لأول مرة المملكة، حيث افتتاح سينمات ومسراح وحفلات غنائية كما تم إعلان عن اقامة بطولات لألعاب يرها مجموعة من السلفيين في مصر محرمة شرعًا ويحاربون من يدعو لها، إلا أنهم لم يستطعيوا التحدث عن هذه الوقائع، وهنا يتبادر سؤال لماذا يلتزمون هؤلاء الصمت؟
قبل البحث عن إجابة على هذا السؤال يجب الأخذ في الحسبان، أن السلفيون في مصر أكثر المتضررين من الانفتاح السعودي، فلن يجدوا نموذجا لقائمة طويلة من الممنوعات تخص المرأة ومنعها من قيادة السيارات وفرض النقاب وتحريم الموسيقى ونبذ الآخر واتهام المسيحيين بالكفر.
كما أن جميع دعاة السلفية في مصر، هم خريجي المدرسة السعودية، وليس هذا فقط، بل هناك دعم مادي جاء للكثير من السلفية وعلى رأسهم الدعوة السلفية بالاسكندرية وحزبها “النور”، حسبما كشفت العديد من المصادر الخاصة، والتي ظهر ذلك جليًا بعد ثورة 25 يناير.
ويعلل خبراء في ملف الحركات الإسلامية صمت جميع قادة التيار السلفي في مصر، أنهم يرون الوطن العربي يمر بمحنة تتطلب التزام الصمت حتى لا يعون تحت أيدي السلطة وأن ينفرط عنقود التواصل سواء للدعم المادي أو المعنوي، فنجد أن سيل الفتاوى التي تحرم وتكفر كل ما يخص الموسيقى تلاشى شيئا فشيئا، بل ذهب الأمر إلى الإفتاء بجوازها وعدم معارضتها للشرع تحت أي حال من الأحوال.
الداعية السلفي المدخلي محمد سعيد رسلان، الذي كان قديمًا يمدح المملكة العربية السعودية، بحجة أنها تقيم شرع الله ولا تسمح باقامة أي محرمات على أرضها –من وجهة نظره-، وفي تتبع من قبل “أمان”، لدروس وحلقات “رسلان”، التي تنبث على صفحته الرسمية لم تتغير وجهة نظره تجاه السعودية خاصة وأنه لم يتحدث عنها مطلقًا لا بالإيجاب أو السلب.
يقول محمد كمال الباحث في شوؤن الحركات الإسلامية، إن السلفيين في مصر لن يتحدثوا عن ما يحدث في السعودية خوفًا على الامدادات التي يتلقونها في الخفاء والعلن، كما أنهم أصبحوا يتمسكون بمنهج الصمت تجاه القضايا التي فيها إثارة لبعض الأمور العامة وخاصة المتعلقة بالسياسة.
ويضيف كمال في تصريحه، أن هناك علاقات قوية بين التيار السلفي والمملكة في القديم، لكن خلال الشهور الماضية، تغيرت هذه العلاقة، وهو ما يجعل السلفيين يبحثون عن توطيد للعلاقات أو على الأقل عدم خسارتها للأبد. وأشار إلى أن هذه المحاولات لن تجدي نفعًا خاصة وأن محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، حمل على عاتقه محاربة هذه الفكر المتشدد.